هل يمكن ان يصبح الإنسان الآلي صوفيا أُمًّا صالحة؟


هل يمكن أن يأتي يوم يعوض فيه إنسان آلي غياب الآباء، وهل يمكن أن يفضل أبناؤنا والدا أو والدة مبرمجين علينا؟


تقول دكتورة مهندسة آيات حاتم أستاذ مساعد بجامعة كاليفورنيا (ستانيسلاوس)، إن "وظيفة الأب والأم ليست السماع فقط وتشجيع الأبناء كإنسان آلي مبرمج، فلا حرج أن يرانا أبناؤنا ونحن نغضب ونهدأ ونخطئ ونعتذر ونصحح الخطأ، فهذا هو الواقع، أما إحاطتهم بأجهزة حتى وإن كانت إيجابية فيصدمهم آجلا أو عاجلا، إذ إنها لا تقدم الحقيقة ولا تعدهم للتعامل مع الدنيا".
مع انشغال الأسر وزيادة الضغوط والتباعد الاجتماعي في كثير من الدول، تأثرت مهارات الأطفال الاجتماعية وذكاؤهم الاجتماعي، ولا يخفى أن العلاج النفسي لا يتوافر، وإن وجد فطريقه صعب إذ على الشخص أن يستمر في التجربة حتى يجد أفضل معالج له، لذا فوجود إنسان آلي محفز يحد تلك المشاكل.
لكن الدكتورة آيات التي تعلم أولادها منزليا ترى بعدا آخر "لا يمكن أن نقارن معالجا نفسيا بإنسان آلي، فالأول يسأل ويلاحظ ويكتب خطة علاج بالتضامن مع الأهل والطفل، ثم يعيد تقييمها وتقويمها، فهو ليس مجرد أسطوانة شكر وتشجيع مبرمجة مسبقا، بل دوره فعال ومتطور".
هل يمكن أن يأتي يوم يعوض فيه إنسان آلي غياب الآباء؟ هل يمكن أن يفضل أبناؤنا والدا أو والدة مبرمجين علينا؟ إجابة أي من هذه الأسئلة بالإيجاب هو سيناريو لأفلام رعب ألفت عن الإنسان الآلي ومحاولته السيطرة على البشر. نشاهد الفيلم ولا يقلقنا لأننا نعلم أنه من الخيال العلمي وأن الإنسان الآلي ما زال اختراعا بدائيا بالنسبة للبشر.

لكن الحقيقة هي أننا نرى نماذج مصغرة لهذا الاستبدال تظهر في تفضيل الأبناء لهواتفهم على قضاء وقت مع الأسرة، بل ويرفضون الخروج لينفردوا بالأجهزة، وهذا في حد ذاته كاف للنظر في مدى اقترابنا من أفلام الرعب التي نستبعدها.


المصدر:

 

تعليقات

المشاركات الشائعة